التعايش السّلمي في ضو‍‍ء القرآن الكريم و سيرة النبي الاكرم ()

الملخص

إهتمّ الاسلام بالحياة الإجتماعية للإنسان، و دعى إلى قيّم التسامح و الاخوة و الإصلاح بين أفراد المجتمع الإنساني، وأن يحيا المجتمع الإنساني بمختلف شعوبه وأعراقه على أساس من التسامح و التعايش السلمي، و وضع لهذا التعايش مباني و أصول و أساليب خاصة، و التعرف على هذه المباني و الاصول و الأساليب من شأنه تحقيق الهدف من التعايش السلمي و تسهيله، و يتمّ التحقيق في هذه المباني و الأصول والأساليب، من خلال النظر في الآيات القرآنية و السيرة المطهرة للنبي الاكرم وأله، وذلك في مجال المعاملات الأخلاقية مع الآخرين. ويمكننا أن نستهل كلامنا بطرح سوُال محوري، هل يقبل الإسلام بإقامة العلاقة مع غير المسلمين من المجتمعات الأجنبية التي تتمتع بمباني فكرية و أصول خاصة، و نماذج إجتماعية و ثقافية و سياسية، تختلف عمّا هو موجود في الإسلام؟ و تُعدّ هذه المقالة محاولة لبيان أصالة التعايش السّلمي في نظر القرآن الكريم والسيرة النبوية، في صورة تحقيق (وصفي-تحليلي) تعتمد علي أسلوب يستفيد من المباني و الأصول و الأساليب و التعاليم الدينية المثبتة لذلك. أمّا فرضية ‌التحقيق، فتتمثل في بيان مكانة التعايش السلمي بين جميع البشر، وكيف يقع مورد تأييد النصوص الدينية و التوصيات القرآنية والروائية، وأنّ الاستثناء الوحيد فيه، يقصي من الأعداء الذين المحاربين للمسلمين، أو الظالمين المستضعِفين للآخرين، بحرمانهم من حقوقهم ومصالحهم، والتضييق عليهم في جوانب حياتهم المختلفة. والمتوقع من المقالة، أن نتوصل إلى نتائج تبين أن التعايش السّلمي يحظى بدور موثر في توطيد العلاقات الإجتماعية و الاواصر الإنسانية، والتأليف بين القلوب وإشاعة قيّم المحبّة والرفق والمداراة بين أفراد المجتمع الإنساني، وأنّ هذا كلّه يقع مورد إهتمام وعناية وتأكيد من الدّين الإسلامي الحنيف.