السَّلالِمُ الحِجاجيَّةُ في رواياتِ أهلِ البيتِ() في كتابِ (أصول الكافي) للكُلَيْنِي(ت329هـ).

الملخص

هناكَ نظرياتٌ حديثةٌ في الدَّرْسِ الحِجاجي عندَ الغربيين، وقد كانَتْ نظريةُ الحِجاجِ اللغوي التي تنتمي لحقلِ اللسانياتِ الحجاجية لـ(ديكرو وزميله أنسكومبر) - التي أُطْلِقَ عليها التداولية المدمجة - مِنْ أهمِّ نظرياتِهِ الفاعِلةِ في الساحةِ العلمية. وقد سَعَتْ هذهِ النظريةُ أنْ تُظْهِرَ فعَّاليةَ اللغةِ وأثرَها في توجيهِ المُتلقي بما تحمِلُهُ من طاقةٍ حجاجية. فقد جاءَتْ هذهِ النظريةُ لتبيِّنَ أنَّ اللغةَ تَحمِلُ بصفةٍ ذاتيةٍ وجوهريةٍ وظيفةً حجاجيةً، فهي نظريةٌ لسانيةٌ تعنى بالوسائلِ اللغوية وبإمكانات اللغات الطبيعية التي يتوفَّرُ عليها المتكلِّمُ، وذلك بقصدِ توجيهِ خطابِهِ وجهةً ما تمكنه من تحقيق بعض الأهداف الحجاجية، وتقومُ النظريةُ التداوليةُ المُدْمَجَةُ على مجموعةٍ من المفاهيمِ تفسِّرُ اشتغالَها، ومن أبرز هذه المفاهيم مفهوم السَّلالِمِ الحجاجية، وهو ما سندرسُهُ في هذا البحث، إذ يمكنُنا أنْ نمثِّلَ للسَّلالِمِ الحجاجية الواردةِ في روايات الأئمة من أهل البيت في كتاب (أصول الكافي)، وقد يَتَطَلَّبُ من المخاطِبِ منهم بناءَ سُلَّمٍ حجاجي تتساندُ فيه الحُجَجُ المنتمية إلى فئةٍ حجاجيةٍ واحدة لِتَدْعَمَ نتيجةً معينةً بدرجةٍ أقوى؛ لغرض إقناع المُتلقي