التأويل والريبة عند ماركس

المؤلفون

  • عامر عبد زيد جامعة الكوفة - كلية الآداب

DOI:

https://doi.org/10.36317/kaj/2011/v1.i7.6105

الكلمات المفتاحية:

التأويل والريبة

الملخص

ينطلق ماركس من رؤية تقوم على الارتياب بالمؤسسة والمنهج الفلسفي، ويعمل على المزج بين الاثنين في تصوراته لنظرية المعرفة، أي علاقة الذات العارفة بموضوع المعرفة فتحول من مثالية هيجل إلى المادية التاريخية، وفي هذا الموقف النقدي للمعرفة يمنحها بعدا واقعيا، عبر التأكيد على الاغتراب القائم على الملكية الخاصة, وعلاقتها بالأسس الإيديولوجية للنظام الاقتصادي.
لهذا ينبغي، أن نعتبر فلسفته تلك هي بمثابة مشروع نقدي لكل عوامل التسلط والهيمنة التي تعتمد على القوة والتضليل الإيديولوجي الذي ينعكس بشكل جذري من خلال "المؤسسة" سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو دينية أو اجتماعية ؛إلا أنها تبقى قائمة على السلطة والتسليم كما هو حال الكنيسة - على سبيل المثال- فهي جامعة بين السلطة الرمزية والتسليم الذي يشيعه التأويل العقائدي هو "إيمان عدة قرون"؛ بهذا القول فان ماركس يهدف إلى تأسيس خطاب يشيع قيم نقدية جديدة و"يريد المغايرة عبر تحويل العالم أي "خالق العالم" وان يمتلكه او يغيره من السلب إلى الإيجاب بقوته وحدها، وبهذا القول يكون قد تجاوز مطالب فلاسفة التنوير الذين اعتمدوا المعرفة بوصفها الوسيلة الوحيدة للتغير من الجهل الى المعرفة إلا أن ماركس وجد أن دور المثقف لا يكتفي بالتنوير بل العمل على تغير الواقع .
اما العلاقة بالطبيعة ومقولة إخضاعها إلى إرادة الإنسان، لم تكن هذه الرؤية في حيثياتها غريبة عن الحداثة وعلاقتها بالطبيعة . ولعل هذا يظهر جليا من خلال العلاقة بين التصور العلمي وما قدمته العلوم من قدرة على تغير الواقع والهيمنة على مقدرات الطبيعة وجعلها تصب في خدمة الإنسان؛ ومن هنا تظهر روح المغايرة الإنسانية في تغير العالم وبالتالي يظهر دور الإنسان في التغير والمقاومة . إننا نجد ماركس كان قد قيد هذا الفعل عبر الآتي:
التصورات القائمة على نقد الذات المثالية، و التأكيد على البعد المادي. إذ تغدو (كينونة الأفراد ترتبط بالظروف المادية للإنتاج) هذا التصور لم يأت بشكل مفاجئ بل انه وليد صيرورة فكرية لها مواضعاتها التي نستطيع العودة به إلى التأويلات التي حدثت من قبل في الفكر الغربي:"الفرنسي، والألماني السابق"؛ عند كل من الطوباويون الاشتراكين ومن قبلهم المؤرخين الفرنسيين والمادية الفرنسية، إلا أن تلك التأويلات كانت تدور في حلقه مفرغه (البيئة تخلق الإنسان، أو الإنسان يخلق البيئة، أي بعبارة أخرى ظهر أن تطور الاحتياجات الاجتماعية أنما يفسره تطور الطبيعة الإنسانية)( ) .
لقد كان هذا المشروع الارتيابي بالسلطات المؤسسة جزء من أرضيه واسعة للصراع بين الحسيين والعقليين في مجال المعرفة وبين الماديين المثاليين في مجال الوجود، كونت مشكلة العلاقة بين الفكر والوجود أيهما اسبق: الفكر ام الوجود، الذين يقولون بأولوية الفكر هم "المثاليين" وإما الذين يقولون بأولوية الوجود على ألفكر هم "الماديين". هذا التحول من الذات العارفة المثالية إلى العمل فالوعي نتاج جماعي (على عكس الوعي الدّيكارتي الذّاتي) يعبّر عن حركيّة "البراكسيس التاريخي" رغم هذا الادعاء الذي يتعال على المعرفة ويلحقها بالوجود الخارجي متمثل هنا بالاقتصاد

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2010-10-27

كيفية الاقتباس

Abdel Zaid, Amer. "التأويل والريبة عند ماركس". مجلة آداب الكوفة, م 1, عدد 7, أكتوبر، 2010, ص 169 – 192, doi:10.36317/kaj/2011/v1.i7.6105.

المؤلفات المشابهة

يمكنك أيضاً إبدأ بحثاً متقدماً عن المشابهات لهذا المؤلَّف.