العلاقة بين قراءة المستقبل والسنن الكونية في القرآن الكريم

المؤلفون

  • الاستاذ الدكتور حكمت عبيد الخفاجي جامعة الكوفة - كلية الآداب
  • الباحث نجاح حسين كطان جامعة الكوفة - كلية الآداب

DOI:

https://doi.org/10.36317/kaj/2018/v1.i37.617

الكلمات المفتاحية:

قراءة المستقبل، الأختلاف الطبقي،، الأختلاف الطبقي

الملخص

إنَّ من الضروري جدا على الباحثين في الشأن القرآني أن يدرسوا ويتمعنوا في معرفة السنن الكونية وكذلك في كيفية توظيف هذه السنن في قراءة المستقبل وذلك لوجود العلاقة الوثيقة بين السنن الالهية وبين توقع الحوادث المستقبلية وهذه العلاقة غالبا ماتكون من نوع علاقة السبب والمسبَب .. وعملية قراءة المستقبل تعدُّ عملية منظمة تبدأ من دراسة الماضي بكل ما فيه من أحداث وسنن، لتمر بالحاضر لتهيئ للأمة الإسلامية موقعا في تلك المعرفة ، فالأمة الإسلامية مدعـوة لأعمال البصيرة والفكر في المستقبل الذي تبتغي معرفته ، ولا تتم هذه العملية بالشكل الصحيح إلا إذا درسنا سنن الله تعالى فيما سبق من الأقوام، ونظرنا إلى التاريخ بعين الناقد البصير ولذلك يحثنا القرآن الكريم على السير في الأرض حقيقة كان هذا السير أو مجازا ؛ و يحثنا ايضا على دراسة التاريخ المنظور أو المدون ؛ ببصيرة وقادة ، ووعي نافذ ؛ لاستخلاص العبر وأخذ الدروس، واستنباط السنن ، للاستفادة من التجارب السابقة حتى تتجنب الأمة مواقع الخطأ التي قادت الجماعات البشرية ، والأمم والحضارات السابقة إلى السقوط الحضاري ، والدمار الاجتماعي ، ولسلوك سبيل النهوض والبناء وهنالك نوع ترابط بين السنن الالهية وقراءة المستقبل يتحدث عنه قوله تعالى : ﭽﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ ( ). ومعنى هذه الآيات الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يبعث الأنبياء والرسل إلى الأمم والمجتمعات يذكرونهم بالتوحيد، والعودة الى الله وإخلاص الإنابة إليه، ثم يختبرهم بشتى أنواع الأبتلائاتوالمحن ويأخذهم بالبأساء الضراء ولكن بمقدار لا يلجئهم إلى التضرع ولا يضطرهم إلى الابتهال والاستكانة لعلهم يتضرعون إليه بحسن اختيارهم، ويلين قلوبهم فيعرضوا عن التزيينات الشيطانية وعن الإخلاد إلى الأسباب الظاهرية، لكنهم لم يتضرعوا إليه، بل أقسى الاشتغال بأعراض الدنيا قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم، وأنساهم ذكر الله، فلما نسوا ذكر الله سبحانه فتح الله عليهم أبواب كل شيء وصب عليهم نعمه المتنوعة صبا حتى إذا فرحوا بما عندهم من نعم، واغتروا، واستقلوا بأنفسهم من دون الله، أخذهم الله بغتة ومن حيث لا يشعرون به، فإذا هم يائسون من النجاة، شاهدون سقوط ما عندهم من الأسباب فقطع دابر القوم الذين ظلموا فالقاعدة الفاسدة التي تتفرع منهاوتنبت فيها كل المفاسد وعوامل الهدم التخريب الأخرى، وذلك لأن سلوكيات الناسفي مجتمعات الكفر بالله، وعلاقاتهم مع بعضهم بعضا، وعلاقاتهم بالمجتمعات الأخرى، وحتى علاقاتهم بالطبيعة، ستكون كلها عوامل هدم وتشتيت وتخريب للمجتمع الانساني الكافر لأنها سلوكيات وعلاقات منحرفة، وخاطئة وظالمة، فضلا عن كونها سببا لزوال نعم الله ونزول عقابه بشكل مباشر أو غير مباشر، إن المظالم المختلفة التي تشهدها المجتمعات البشرية في العصر الحاضر، كالظلم الاقتصادي والظلم الاجتماعي، والظلم السياسي، وظواهر الاستعمار الحديث والقديم واستغلال المستضعفين والتمييز العنصري، والأختلاف الطبقي، على الصعيد العالمي، والتفاوت والأختلاف الطبقي، والمفاسد الأخلاقية، والمفاسد السلوكية كلها ظواهر متفرعة عن ظاهرة الكفر بالله وأنكار رسالاته السماوية

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2021-08-01

كيفية الاقتباس

الخفاجي الاستاذ الدكتور حكمت, و كطان الباحث نجاح. "العلاقة بين قراءة المستقبل والسنن الكونية في القرآن الكريم". مجلة آداب الكوفة, م 1, عدد 37, أغسطس، 2021, ص 371-94, doi:10.36317/kaj/2018/v1.i37.617.

المؤلفات المشابهة

1 2 3 4 5 6 7 8 9 > >> 

يمكنك أيضاً إبدأ بحثاً متقدماً عن المشابهات لهذا المؤلَّف.