الحريــــة فــي الاســـلام
الملخص
لقد أشرقت رسالات السماء ودعوات الأنبياء ومبادئهم الحرة التي منحت الإنسان قوة وعزيمة ، ودفعته ليبني حياته وحضارته بإرادة حرة ، وعقل مستنير وكانت هذه فترات قصيرة قياسا إلى حركة التاريخ الطويلة ، وما عدا تلك الفترات كانت البشرية تشهد غياب الإنسان عن مسرح الحياة والمسؤولية السياسية غيابا طويلا وبعيدا يقصر الأمل عن عودته إلى الحياة والحضارة ، وكان هذا من الأسباب الرئيسة في تنامي الإستبداد وإستفحاله وبقائه على قيد الحياة يفعل ما يشاء ، وهذا مما أدى إلى ضياع الحقوق وهدر الكرامات ، ومكّن للطواغيت من الظهور الدائم على مسرح الحياة ، وإنّ هذا التسلط أخذ أشكالا متعددة ، وتطوّراً تاريخياً مع رحلة الإنسان الطويلة ليظهر بمظاهر شتّى فمنذ فرعون الذي إستعبد شعبه ونصب نفسه رباً له وحولّهم إلى عبيد له.
((يَاأَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي))(1).