الأبعاد الحضارية لفتوى الجهاد الكفائي قراءة في كتاب «لمحات من تاريخ العراق الحديث» للدكتور علي الوردي

الملخص

القراءة الحضارية للتاريخ

لاشكّ أن قراءة التاريخ لها علاقة بنظرة القارئ، وحوادث التاريخ الإسلامي يمكن قراءتها بنظرة إيجابية مضيئة  ويمكن أيضًا قراءتها بنظرة سلبية مظلمة.

الثورات في العالم الإسلامي ابتداء من ثورة الحسين بن علي(ع) وحتى الثورات المعاصرة في العالم الإسلامي قرئت بنحوين، وهكذا الأمر بالنسبة لما حدث من حراك وانتفاض شعبي.

القراءة الإيجابية المضيئة هي التي تقف عند قدرة الدين على تفجير الطاقات ودفع الأمة نحو المطالبة بعزتها وكرامتها.

وهي التي تركز على ما للدين من قدرة على إذابة الحواجز القومية والطائفية والاقليمية، وتوحيد القلوب والأفكار والخطى في الحراك الاجتماعي.

وهي التي تبين ما للقيادة الدينية المخلصة من قدرة على كسر قيود التخويف والإرهاب والتزييف.

وهي التي توضّح ما للدين من قدرة على البناء كما له القدرة على الهدم.

وهي التي تُبرز دور المرجعية الدينية في التحذير من السقوط في مزالق الانحراف والوقوع في الفتن وفي شراك أعداء الإسلام.

وهي التي تبين دورها أيضًا في الدفاع عن المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية للشعوب المسلمة.

بينما القراءة السلبية بخلاف ذلك كله تركز على الشقاق والنزاع والمصالح الذاتية الضيقة والمواقف التي تصفها بالخاطئة والمتخلّفة في الحراك الاجتماعي الديني.

شاهدنا هذين النوعين من القراءة في مواقف المرجعية الدينية في أيامنا هذه ولذلك أمثلة أيضًا من فتاوى الجهاد الكفائي في العصر الحديث نتوقف عند بعضها مستندين إلى ما أورده من وثائق الدكتور علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث»، وتعليقنا عليها انطلاقا من نظرة إيجابية حضارية.