سبل الإقناع في خطاب الأنبياء

الملخص

لقد اتخذت النبوّات منهجاً واضحاَ ودقيقاً ؛ لغرض إقناع أقوامهم برسالاتهم التي بُعثوا من أجلها . ولكي تكون هذه الرسالات مقبولة لدى المتلقّين كان لزاماً عليهم أنْ يبينوا لأولئك الأقوام أنّهم مبعوثون حقّاً من الله تعالى ، فكانوا يقدّمون الدليل تلو الدليل بطرق مختلفة ، فمرّة من براهين كان الله تعالى وجّههم إليها أو عن طريق استقامتهم ملتزمين بأخلاق سامية لا يحيدون عنها .

وكانت الرسالات مختلفة ، منها ما كان سماويّاً كالديانة الاسلاميّة والديانة النصرانيّة والديانة اليهوديّة . ومنها ما لم يكن سماويّاً كالديانة الصابئيّة والديانة الهندوسيّة والديانة المانويّة والديانة المزدكيّة والديانة المجوسيّة .

وهذا التصنيف جاء من الأتباع ؛ إذْ لا شكّ في أنّ الأنبياء انطلقوا من سراج واحد ومن منهج واحد هو الإسلام وهو التوحيد ؛ لكنّ الناس يحرّفون الديانات تبعاً لأهوائهم ومصالحهم . ومن أجل ذلك يبعث الله المرسلين ليقوموا بهداية أقوامهم . وقد بذل الأنبياء ما بوسعهم من أجل إصلاح أقوامهم والإتيان بهم الى طريق الحقّ ؛ فنراهم يتفقون ف منهجهم الإصلاحي . وقد أجمع الأنبياء على أنّهم لا يريدون أجراً من أجل إبلاغ رسالاتهم . ولكنّ المشكلة التي تواجههم دائماً تتمثّل في الطغاة الذين يقفون دائماً بوجه النبوّات فهم لا يريدون أنْ يخسروا ما هم عليه من السلطة والجاه والمال ولا يريدون أنْ يخصّصوا جزءأ من الأموال للفقراء .

فكان الأنبياء يتبعون منهجاً ليّناً من الإقناع ليقنعوا أقوامهم من دون استعمال القوّة او الغلظة . ونراهم يرفقون بالفقراء ويشفقون عليهم ولا يطالبونهم إلّا بما يستطيعون . أرجو أنْ أوفّق في بحثي هذا وآخر دعوانا أنٍ الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلّم على سيد المرسلين .