مؤشرات الكثافة الحضرية وحيوية المكان

الملخص

إن المقاربة الأساسية في هذه الدراسة هي اتباع نهج مباشر ومتفائل في العيش الحضري  الحيوي الكثيف والتساؤل حول إيديولوجيات المخططين الحضريين منذ العصر الفيكتوري, ومنذ كان ينظر إلى الكثافة على انها مدمرة ولا تمت للحيوية بصلة. وستناقش هذه الدراسة مفهومي الكثافة الحضرية وحيوية المكان، وكيف يطبق المخططون ذلك من الناحية النظرية والعملية. ومع بدء الاهتمام بالمدن والتركيز على معالجة سلبياتها اتجهت النظرة للحيوية الحضرية على انها يمكن تعزيزها عن طريق تقليل كثافاتها, مما دفع لتوجيه السكان نحو المناطق الريفية, والعمل على ازالة اجزاء من المراكز القديمة, بالتالي فالحيوية المكانية آنذاك اتجهت نحو خفض الكثافة السكانية والسكنية والتركيز على انشطة وفعاليات الطبقة الغنية. وعليه تمحورت اراء المنظرين في الجوانب الاجتماعية بين القبول والرفض للكثافات العالية ومدى توليدها لحيوية المكان الا انهم في مرحلة ما قد تقبلوها وعززوها بدراسات كثافة التدفقات واهمية وجود الافراد وتفاعلاتهم. وبين هذه التخبطات تكونت لهذه الدراسة مشكلة وهي ضبابية المؤشرات الفاعلة في تحقيق حيوية المكان والناتجة من الكثافة الحضرية, وما هي الكثافة اللازمة لتحقيق حيوية المكان. وهدفت الدراسة الى تحديد الكثافة اللازمة لتحقيق حيوية المكان, وايجاد المؤشرات الفاعلة في تحقيق حيوية المكان والناتجة من الكثافة الحضرية. ولذلك افترضت ان الكثافة (المعتدلة) هي الكثافة المناسبة لتحقيق حيوية المكان, وللكثافة الحضرية وحيوية المكان ارتباطات في عوامل عدة تؤثر مجتمعة في تحقيق حيوية المكان.

وعليه توصلت الدراسة لمجموعة من المؤشرات التي تعزز حيوية المكان بالاعتماد على الكثافة الحضرية بمختلف انواعها عن طريق الترابط بين مجموعة العوامل المؤثرة بكلا المفهومين(الكثافة والحيوية), فحقيقة الترابط بين الكثافة وحيوية المكان كانت واضحة جوانبهما العمرانية والاجتماعية والاقتصادية, وهو امر تم عكسه من خلال هذه المؤشرات وهي (الاكتفاء و نفاذية النسيج الحضري و التنوع و التدفق والجذب و التفاعل والتواصل و الشعور بالراحة والانتماء) وكل من هذه المؤشرات يرتبط بمجموعة مقاييس يتم عن طريقها قياس مدى تحقق الحيوية او انعدامها.