موقف الولايات المتحدة الأميركية من الحياد الأرجنتيني خلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)

الملخص

لم يكن الأمر بتلك السهولة أن تتنازل الولايات المتحدة عن جلباب زعماتها لقارة أميركا اللاتينية، خصوصاً وأن الأرجنتين أدعت هي الأخرى زعماتها للقسم الجنوبي من قارة أميركا اللاتينية، الأمر الذي رفضتهُ الولايات المتحدة جملةً وتفصيلاً، وكان لأندلاع الحرب العالمية الثانية في أيلول 1939 الحدث الأبرز في رسم معالم العملية السياسية بين البلدين، ففي كانون الأول 1941 قامت القوات البحرية اليابانية التابعة لقوات المحور بضرب ميناء بيرل هاربر الأميركي، لتُعلن حينئذ الولايات المتحدة الأميركية عن دخولها الحرب إلى جانب الحلفاء، منضويةً تحت لوائها جميع بلدان الدول الأميركية بأستثناء الأرجنتين وتشيلي، فما كان من الولايات المتحدة إلا أن قامت بفرض حصارها الأقتصادي والعسكري على الأرجنتين متهمةً الأخيرة بأنها المركز والقاعدة الأساسية للنازيين في قارة أميركا اللاتينية، في محولة منها لأستدراج وتأليب الرأي العام الأميركي ضد الأرجنتين، من أجل أجبارها على دخول الحرب إلى جانبها، إلى أن الأرجنتين رفضت الأنصياع للإرادة الأميركية وستمرت في حيادها ودعمها للمحور، إلا أن تدهور الأوضاع الأقتصادية في الأرجنتين، أضافة إلى عوامل أخرى أجبرها على أعلان الحرب في أذار 1945 إلى جانب الحلفاء.