الدوافع الحقيقية وراء ظهور الكنيسة الانكليكانيكية 1509-1547

الملخص

من الجدير بالذكر القول، ان الخلاف والصراع بين المؤسسة الملكية والمؤسسة والكنسية قديم جدا، يمتد الى عهد ظهورهما كمؤسستين معا، ولعل ماادى الى تاجيج الخلاف بين الطرفين، لاسيما بعد اكتشاف زيف وتزوير (هبة قسطنطين). انه في اواخر العصور الوسطى، بدات المؤسسة البابوية تمر بمراحل مظلمة، وصلت الى مرحلة خطيرة من التردي والانحدار.        a
يعد المؤرخون اعتناق الانكليز الديانة المسيحيةمن الاحداث الهامة في التاريخ الانكليزي والاوربي على حد سواء. اذ لم تدخل الديانة المسيحية الجزر الانكليزية بواسطة بلاد الغال (فرنسا) كما هو متوقع، بل دخلتها مباشرة من ايطاليافي عهد البابا غريغوري الكبير مطلع القرن السابع الميلاد، عندما ارسل بعثة بقيادة القديس اوغسطين نجحت في العبور الى الجزر الانكليزية ووصلت الى الجنوب حيث مملكة كنت واثمرت عن اعتناق الملك اثلبرت وزوجته الملكةبرتا الديانةالمسيحية.(1)
أقامت البعثة على انقاض كنيسة القديس مارتن التي تعود الى العصر الروماني، اول كاتدرائية مسيحة في انكلترا، وامسى اوغسطين اول رئيس لأساقفة كانتربري (597 -605م) ومن ثم كانت كنت اول الممالك التي اعتنقت الديانة المسيحية، وتبعتها سائر المقاطعات الجنوبية مثل نورثمبريا وايست انجليا ومرسيا ووسكس وبقيت لندن وسائر المقاطعات الاخرى على ديانتها السابقة برهة من السنوات حتى دخلتها من المقاطعات الشمالية .ماادى الى بعض الاحتكاك والتصادم مابين المقاطعات الشمالية والجنوبية. حتى استقر الرأي على ان تكون روما صاحبة السيادة في الشؤون المسيحية في انكلترا (2).
ومنذ ذلك التاريخ، امست البلاد تسير في ادارة شؤؤنها الدينية في ركاب روما. وقد تاكد ذلك بعد وقت قصير عندما طرا خلاف حيال تجزئة اسقفية مقاطعة نورثمبريا الكبيرة بين فيتاليان تيودور رئيس اساقفة كانتربري وويلغيريد اسقف نور ثمبريا ، مادفع الاخير بالذهاب الى روما شاكيا تيودور الى البابا، وارخت الحادثة لاول اسقف في تاربخ الكنيسة الانكليزية يستعين بالبابوية ضد رئيس اساقفة كنتربري. لقد كانت كنيسة روما تتطلع الى تسنم الدور الريادي في العالم المسيحي، وذلك لقدسيتها الخاصة وتمسكت بفكرة ان اسقف روما هو خليفة بطرس وعدت نفسها وريثة لمكانة روما التاريخية (3).