الحواضر الثقافية الأندلسيةفي عصري الإمارة والخلافة الأموية (138 - 422هـ/756 - 1031م)

الملخص

يتضح مما تقدم أن الأندلس في عهدي الإمارة والخلافة الأموية (138 - 422هـ/756 - 1031م) شهدت قيام عدد من الحواضر التي تصدت للنشاط الثقافي في مختلف صنوف العلوم والمعارف والآداب وأصبحت موئلاً للعلماء والأدباء وقبلة لطلبة العلوم وتحصيل المعارف.

وتنوعت الحواضر الثقافية فمنها ما كان مدناً كبيرة كقرطبة العاصمة وطليطلةوأشبيلية وباجة ومالقة وبلنسية وسرقطسة ومنها ما كانت مدناً متوسطة أو صغيرة كلورقة وقبرة وأشونةومرشاتة وغيرها، كما تميزت مناطق الثغور المواجهة للعدو بازدهار النشاط الثقافي وقيام عدد من الحواضر الثقافية فضلاً عن كونها رباط جهاد ومواجهة.

توزعت الحواضر الثقافية الأندلسية جغرافياً - انظر الملحق - على مختلف جهات الأندلس بيد أننا نجد لها كثافة في حوض نهر الوادي الكبير وجنوبه. ففي وسط الأندلس وعلى نهر الوادي الكبير قامت حواضر قرطبة وأشبيليةوقرمونةواستجة، وإلى الجنوب من نهر الوادي الكبير قامت الحواضر الثقافية في لورقة وجيان وقبرة ورية والبيرة واشونةومرشانهومورور ، أما شمال نهر الوادي الكبير بينه وبين وادي تاجة فقامت حاضرتي فريش وبطليوس.

وفي جنوب الأندلس توزعت الحواضر الثقافية على سواحل البحار أو قريباً منها حيث قامت حاضرتي مالقة والجزيرة الخضراء، وفي الجنوب الشرقي قامت حاضرة بجانة، أما في الجنوب الغربي فقامت حاضرة شذونة.

أما شمال الأندلس باتجاه الثغور قامت حاضرة اقليش بين نهري آنة وتاجة، وإلى الشمال منها حيث الثغر الأوسط توزعت الحواضر الثقافية في طليطلة، ومجريط ووادي الحجارة وقلعة ايوب، وفي الشمال الشرقي حيث الثغر الأعلى الأندلسي توزعت حواضر طرطوشة وسرقسطة ولاردةووشقة والأخيرتين في أقصى الشمال الغربي وراء نهر أبرة، فيما افتقر الثغر الادنى في شمال غرب الأندلس إلى قيام أية حاضرة ثقافية.

وفي شرق الأندلس قامت حاضرتي تدمير وبلنسية، أما في غرب الأندلس فلا نجد سوى حاضرة ثقافية واحدة هي باجة.