النقد الأخلاقي للحداثة الغربية عند طه عبد الرحمن
DOI:
https://doi.org/10.36317/kaj/2012/v1.i14.6286الكلمات المفتاحية:
النقد الأخلاقي للحداثةالملخص
إنّ العناية بالفكر الأخلاقي بحثاً وتحليلاً وتنظيراً، في ازدياد مطرد يوماً بعد آخر، ولعل من المفارقة أن يسجل الفكر الغربي تقدماً ملحوظاً في هذا المجال بالقياس إلى عالمنا العربي.
إنّ هذه العناية المتزايدة بالأخلاق هي صدى لعمق الأزمة الأخلاقية في واقع الإنسان المعاصر، والتي أدت إلى شيوع العدمية أو فقدان المعنى، لدرجة عدت أزمة القيم هذه إيذاناً بأفول الحضارة؛ وقد كان لهذه الأزمة عدة تمظهرات ابتداءً من إهدار العلم المجرد من الأخلاق لكرامة الإنسان، عبر ابتكاره أدوات القتل والإبادة، التي وصلت إلى مستويات مذهلة في التفنن بالقتل وإشاعة الرعب، والى الأنظمة الاقتصادية الساحقة لإنسانية الإنسان، ومحاولة تحويله إلى سلعة أو آلة لخدمة ماكنتها الربحية، وهو ما يُعبّر عنه بـ"تسليع الإنسان"،أو"تشييئ الإنسان" ومروراً بالدوامة الإعلامية العاملة على إفراغ الإنسان من كل محتوى روحي وأخلاقي عبر إشاعة ثقافة الصورة التي تخاطب غرائز الإنسان، فضلا عما تمارسه من تضليل وغسيل للعقول، لها انعكاسها الواضح على سلوكه، وصولاً إلى أسوأ صور الانحطاط الأخلاقي ممثلاً بظاهرة الإرهاب الذي يخبط خبط عشواء مستهدفاً الآمنين والمسالمين.
كل تلك المظاهر وغيرها، تكشف عن أزمة الضمير الأخلاقي الذي بلغه الإنسان، لذلك بدأت الأصوات تتعالى لإرجاع الأخلاق إلى مركزيتها، بعد أن ظلت مدة غير قصيرة على الهامش، مما كان له تداعيات قاسية على الإنسان.
ان التركيز على موضوع الأخلاق بحثا ودراسة وتنظيرا يسهم في ترسيخ الوعي بإشكالية الأخلاق، هذا فضلا عما ينطوي عليه موضوعنا هنا من بعد نقدي للحداثة الغربية التي هيمنت على العقول والنفوس.
وقد تم اعتماد المنهج التحليلي النقدي، في تحليل أصول الحداثة وطبيعة مرجعياتها، ومن ثم نقد هذه الأصول والمرتكزات التي أضرت بالأخلاق، كل ذلك يأتي في سياق تحليل آراء الدكتور طه عبد الرحمن.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2013 ستار جبر الاعرجي, محمد حمزة إبراهيم, محمد حمزة إبراهيم
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.