الصناعة في مدينة تينس(230-588هـ/ 845- 1192م) - دراسة تاريخية-

الملخص

تعد تينس احد ابرز المدن الصناعية في مصر الاسلامية خلال المدة الممتدة من القرن الثالث الهجري وحتى نهاية القرن السادس الهجري حيث امتازت بالعديد من الصناعات لاسيما صناعة السفن, والصناعات الخزفية والفخارية والزجاجية, وصناعة المعادن, وصناعة السلاح, والصناعات القائمة على المنتجات الزراعية, إلا أن أهم صناعاتها على الاطلاق هي صناعة المنسوجات اذ أن تينس عرفت كمدينة صناعية من خلال ما اشتهرت به من منسوجات لاسيما المنسوجات الكتانية من الشرب, والدبيقي, والبوقلمون, فضلا عن نسج كسوة الكعبة. علما أن منتوجاتها كانت تطلب من البلاد الاسلامية في المشرق والمغرب بل وحتى من بلاد الغرب لجودتها ودقتها حتى وإن ارتفعت أثمانها الأمر الذي انعكس في ازدهار تينس ونموها عمرانيا وازدياد عدد خططها, وانتعاش متاجرها واسواقها, ورخاء أهلها, وازدياد عدد مصانعها, وعدد سكانها, ونمو الحياة الفكرية فيها بازدياد عدد علمائها فضلا عما اسهمه انتعاشها اقتصاديا من زيادة واردات الدول التي حكمتها. علما أن ذيوع شهرة تينس كمدينة صناعية ما كان له أن يتحقق لولا توافر عدة عوامل أكملت بعضها بعضا وأسهمت في النهاية إلى وصول تينس إلى مكانة سامية في هذا المجال, لاسيما الموقع الجغرافي المهم على البحر المتوسط, ووفرة العمال المهرة من أهلها, فضلا عن توافر المواد الأولية الخام للصناعة لاسيما مادة الكتان, إلى جانب أهتمام الدول التي حكمتها وبروزها كمدينة متقدمة في مجال صناعة المنسوجات.