الحقوق الفطرية للإنسان بين الواقعية والاعتبار

Abstract

    ثبت لنا من خلال الدليل اللغوي والاصطلاحي وما افدناهُ من القرآن الكريم ان للإنسان حقاً او حقوقاً ثابتة ذاتية فطرية واقعية تكوينه , ثم درسنا مواقف الفرق الاسلامية الكلامية . وظهر لنا ان اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) وهم الامامية انهم يثبتون للإنسان حقوقاً فطرية وذاتية وأسسوا على ذلك ( قاعدة قبح العقاب بلا بيان ) التي نتجت وتولدت عن القول في التحسين والتقبيح العقليين . وقد قال بقولهم فرقة المعتزلة من المذاهب الكلامية البارزة .

      وظهر لنا الاثر السلبي والخطير للفكر الأشعري والصوفي حيث لم يثبتوا للإنسان أي حق ذاتي او فطري , وذكرنا خطورة هذا الفكر وانه يولد الاستبداد ومصادرة الحقوق كما عبر سروش . وقد يرى الباحث ان هذه الحقوق الفطرية الذاتية للإنسان انها محكومة لأعظم حق من حقوق الانسان الفطرية وهو حق الاعتقاد او حق حق التوحيد , بحيث اذا تصادمت بعض آثار أي حق من هذه الحقوق مع حق التوحيد فأن الذي يقدم حق الاعتقاد او حق التوحيد , واضرب لذلك مثلا .

   ان من حق الحياة ان يمارس الانسان كل ما يرغب اليه وما يُشبع به غريزته شريطة ان لا تتصادم مع حق الاخرين . فلو فرضنا ان رجلين او امرأتين اتفقا على (( الزواج المثلي )) فأن هذا اثر من اثار حق الحياة او ان احداً يجلس في غرفته ويشرب الخمر بحيث لا يؤذي أي احد ومن حقه لأنه اثر من آثار حق الحياة . فهل يجرأ مشرع اسلامي ويشرع ذلك ؟والجواب , كلا وألف كلا . ولكن لماذا وذلك لأنه يصطدم مع حق التوحيد او الاعتقاد فإذا اصطدم معه فان حق التوحيد حاكم على الحقوق الفطرية الاخرى فيلغى هذا الاثر من آثار حق الحياة . ولعل هذا الامر اذا ثبت نستطيع ان نجد الحلول والإجابات على اشكالات كثيرة منها قتل المرتد الفطري ومنها عدم مشروعية زواج المسلمة بغير المسلم  وبهذا القدر اكتفي في عدم بسط الكلام في هذا لأنه في تقديري المتواضع ان هذا البحث اذا بُسطَ الكلام فيه فانه سيصيره رسالة ماجستير , فلذا اكتفي بهذا القدر داعياً المولى القدير ان يعفو عن زلاتي ويقيل عثراتي ويُسدد مقالاتي ويُصيرُني وجميع العاملين المخلصين من الذين ينتصر بهم لدينه , وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين