أثر البيانات الضخمة في المحاسبة الإدارية وانعكاسها على متطلبات التنمية المستدامة (دراسة مفاهيمية)

الملخص

شهدت الألفية الثالثة تطورات وتحولات كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وإستخداماتها في مجال المال والأعمال وآثرها على تطور فروع العلم والمعرفة ومن ضمنها تطور المحاسبة عموماً والمحاسبة الإدارية خصوصاً لما تشكله عملية قياس البيانات الضخمة وتحليلها من مستلزمات توفر البنية التحتة لهذه العملية مما تساعد على صنع القرارات الإدارية وفق أسس فعالة وكفؤة مسترشدين بالخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية.

إن البيانات الضخمة تبوب وتتضمن مجاميع مختلفة من ضمنها مجاميع البيانات الهيكلية الرئيسية والمجاميع الهيكلية الفرعية والمجاميع غير الهيكلية وفق صيغ مختلفة منها مثلاً المواضيع المكتوبة على شكل نصوص وأرقام مالية وغير مالية وبيانات إحصائية وصور وتسجيلات فيديو وتسجيلات صوتية وأشكال هندسية وغيرها مما يضع أمام المحاسب الإداري تحديات جديدة تتطلب منه التفاعل والتأثير والإستفادة من هذا الكم الهائل من البيانات التي تتميز بكونها بيانات كبيرة الحجم ومتنوعة الإصناف والغايات وذات سرعات عالية ودرجات تحليلية وتفصيلية واسعة، تؤهل وتوفر إنسجاماً وتكاملاً مع التقنيات الحديثة في مجال تقنيات المعلومات ومن ضمنها الشبكات السحابية وتأمين المخازن الفرعية للبيانات للعودة إليها وقت الحاجة دون ضرورة التعامل بإستمرار مع المخازن الرئيسية-المركزية للبيانات الضخمة.

لا يمكن لنا أن نتجاهل الآثر المباشر وغير المباشر للبيانات الضخمة على المحاسبة الإدارية وإنعكاسها المباشر على تحقيق متطلبات التنمية المستدامة وفق تحقيق الأهداف التنموية المطروحة من قبل منظمة الأمم المتحدة وبالذات تلك ذات العلاقة بالتعليم وتكنولوجيا المعلومات والنمو الإقتصادي وغيرها من الأهداف التنموية