سياسة الإمام علي "ع" واستشراف المستقبل - نظرة في فكره القيادي

المؤلفون

  • أ.د.رحيم خريبط الساعدي جامعة الكوفة / مركز دراسات الكوفة

DOI:

https://doi.org/10.36322/jksc.v1i61.559

الكلمات المفتاحية:

لا يوجد

الملخص

يتناول هذا البحث سياسة الامام علي في أثناء قيادته للامة ونظرته المستقبلية لبناء الدولة وما ترتكز عليه من مقومات ، إذ انه " ع " كان من القادة القلائل الذين يقولون ويفعلون ، فهو ينظر الى أمور الامة نظرة ثاقبة لا تقتصر على مدة حكمه القصيرة ، بل كان يؤسس الى رؤية شاملة تصلح أن تكون مدرسة في السياسة . إذا ما قصدنا بالسياسة بمعناها العام وليس الاصطلاحي الذي يعني - فيما يعنيه – " فنّ الممكن " فليس في خلده أن يوطّد أركان الحكم له ولابنائه من بعده بل إنّه يعني أنّه – بمبايعة المسلمين له يقودهم على ماكان يقوم به رسول الله " ص " وما سار به من سنّة بين ظهراني الناس . وهو يعلم أنّ العرب لم يعتادوا على الانضمام في كنف دولة يحكمها حاكم واحد ؛ إذ أنّهم تعوّدوا أنْ يكونوا متفرقين لايلتزمون بمنهج صارم يتبعون فيه إلى رجل . مع أن الاسلام أنهى هذا واستبدل العصبيىة القبلية بالولاء للإسلام .  فكان عليه أنْ يسير بموضوعية وأنْ يطبّق ما يقول وهذا هو ديدن حياته فهو لا يهادن ولايقبل الظلم . وكان لايفرّق بين المسلمين إلّا بمنظار العدالة والاستحقاق . ولم يكن " ع " يطبّق الموضوعية مع الذين قبلوا بحكمه أو الذين كانوا يؤيدونه فقط ، وإنّما كان يراعي ذلك مع الخصوم والذين يقفون في صفّ المعارضة السياسية له أو الذين أشهروا السيف بوجهه .وهذه النظرات غاية في الاهمية من لدن قائد الدولة وحاكمها الاوّل فهي تصلح أن تكون مدرسة في السياسة إذا ما أريد لدولة أن تسير بين رعيتها بالعدالة والانصاف . وهي تلتقي في كثير من الامور مع دساتير الدول المتقدمة التي خطت خطوات مهمة في مجال بناء المؤسسات . إذْ   كان " ع " يريد أن يبني مؤسسات لدولة يكون العدل والانصاف من معالمها البارزة وركائزها المهمة . وكانت سيرته قد حققت نجاحا كبيرا ، فبعد وفاته ما زالت الأجيال تتطلّع الى عدالته وتنظر اليها بإكبار ، فقد قسّم الاعمال المهنية الى وظائف وأطلق الحِكم والارشادات التي تصلح أنْ تكون تشريعاً في التوفيق بين القول والعمل لتؤسس الى بناء مجتمع مثالي يرتقي بالانسان الى مراتب متقدمة .وقد ابتعد عن إطلاق الوعود وكان يؤثر العمل دوما على القول ، وكان يحثّ الامة على العمل فبه تستطيع أن ترتقي خصوصا إذا كان العمل مبدعا ونافعا ومتقنا من لدن صاحبه . والمدقّق في سيرته " ع " يجدْه قد وجّه ولاته بعدم الاحتجاب عن الناس ، وعليهم العناية برعيّتهم وكان يقوم بمتابعة الرعيّة ؛ إذ لم يكتفِ بالثقة الابتدائية عند كلّ واحد فيهم .وهو في كل ما تقدّم يسير بسيرة الرسول الكريم " ص " وفي تطبيق أحاديثه الشريفة وهي أصلاً وردت في القرآن الكريم والاحاديث القدسية . من أجل بناء دولة ذات مؤسسات واضحة المعالم .ولو سأل سائل : كيف استطاع الامام علي أنْ يصل الى كلّ هذا مع ما مرّ به من حروب وفتن واضطرابات في الدولة ، والجواب على السؤال : إنّه " ع " كان يضع اللبنات المهمة والتوجيهات القيادية في كلّ لحظة يمرّبها .ونهى عمأله عن تقريب بطانتهم ومقرّبيهم ؛ حتّى لايشعر المسلمون بالظلم والتفرقة ، ومن ثمّ ينفضّون عن حكّامهم. أسأل الله تعالى أنْ أكون قد وفّقت فهو الهادي – وحده إلى جادة الصواب – إنّه نعم المولى ونعم النصير ، وأدعوه تبارك وتعالى أنْ يوفّق المسلمين والمسلمات ، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2021-07-19

كيفية الاقتباس

الساعدي ر. (2021) "سياسة الإمام علي ’ع’ واستشراف المستقبل - نظرة في فكره القيادي", Journal of Kufa Studies Center, 1(61), ص 37–62. doi: 10.36322/jksc.v1i61.559.

المؤلفات المشابهة

<< < 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 > >> 

يمكنك أيضاً إبدأ بحثاً متقدماً عن المشابهات لهذا المؤلَّف.

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين