موقف الإسلام من العوامل المؤثرة على السلوك

الملخص

تتميز الكائنات الحيه ـــ والانسان منها ـــ بالنمو المستمر . والنمو الذي نقصده : هو النمو الشامل الذي نراه ونلمسه في كل جانب من جوانب حياة الفرد وكيانه جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا , والذي يتداخل على شكل وحدة متكاملة في ابعادها ومظاهرها ووظائفها التي تتجلى في مواقف سلوكيه متميزة , والسلوك وبخاصة عند الانسان في عوامله ومتغيراته يعتمد على حقيقة اساسية هي ان الانسان يختلف عن سواه من الكائنات الحيه حيث يتفاعل ضمن البيئة بادراك ووعي ويحاول استخدام كل امكانياته للسيطرة عليها وتسخيرها لمصلحته . وهذا يعني ان الانسان لا يتقبل مؤثرات البيئة كما هي بل يتقبلها بانتباه وذكاء وتفكير محاولا ان يحولها بابداع لما يحبه ويرضاه , ومن خلال هذا التعامل تتغير البيئة فيتكيف الفرد فينمو جسميا وعقليا ووجدانيا . وان الاهتمام الاساسي في علم النفس هو دراسة تلك التغييرات التي تحدث للكائن الحي بمظاهرها المختلفة , وهذه التغييرات تعود بجذورها الى العوامل البيولوجيه , والى العوامل الوراثية التي يرثها الفرد عن ابويه واسلافه , كما تعود الى العوامل البيئية المختلفة التي يتفاعل معها بشكل مستمر منذ بذء التكوين وحتى نهاية الحياة . ولذلك فان ما نلاحظه من تغيير مستمر في نمو الفرد , انما تحكمه عوامل خاصة يبولوجية وراثيه , وعوامل بيئية , والتي يخضع لتاثيراتها اليومية بشكل مستمر . وكذلك الإسلام يرى بأنّ سلوك الإنسان خاضع للتغيير، فحياة الفرد أو حياة الجماعة لم تُشَيّد من قبل، حيث إنّ الإنسان، مع خضوعه للعوامل الجغرافية والبيولوجية والاجتماعية، هو سيّد مصيره، وفي مقدوره تغيير سلوكه متى شاء، بالصمود أمام العوامل المؤثّرة على السلوك.