أسلوب النِداء في اللغة الأكدية "دراسة مقارنة"

الملخص

أجمع النحاة والباحثون في شأن اللغات القديمة والحديثة على أن النِداء أحد أبرز الأساليب الإنشائية الطلبية، فهو ظاهرة غريزية تنساق لمطلب النفس البشرية، وِعاؤها العقل الإنساني، يُعبَّر عنها عن طريق الصوت النِدائي، ليس كوسيلة إتصال فحسب، بل أداة تعبيرية عن المشاعر والأفكار منذ فجر التكوين البشري( ). وهو ما دفعهم على دراسة موضوع النِداء وأدواته، وحرصوا على معرفة الوسائل والأساليب والأصوات النِدائية في المجتمعات البشرية، ضمن العوائل اللغوية منها مجموعة اللغات السامية (العاربة). ومن المعلوم أن اللغة الأكدية أقدم لغة سامية مدونة فهي المنجم اللغوي الثر، والركن الأساس في حقل الدراسات السامية وعلم اللغات المقارن، لذلك وجدنا ضرورة دراسة أسلوب النِداء في اللغة الأكدية، وبيان معاني أدواته، وأسلوب تركيب جملة النِداء، فضلاً عن دلالاتها وصيغها الصوتية. حيث تتبعت طرق النِداء في اللغة الأكدية وأغراضه، والأدوات التي أستُعمِلَت للنِداء، فضلاً عن التراكيب النِدائية التي حملت معنى النِداء. كما اعتمدت الأسلوب الإستقرائي والتحليلي في دراستنا، واستعنت بالمعاجم اللغوية والدراسات الخاصة باللغة الأكدية والكتابات المسمارية. والإفادة من المنهج المقارن في دراسة موضوع النِداء ضمن الأرومة السامية، لبيان السمات والخصائص المشتركة بين اللغة الأكدية وشقيقاتها من ذات النسب السامي المشترك.