أدوات ودوافع حروب الجيل الخامس

الملخص

يكتسب موضوع البحث (أدوات ودوافع حروب الجيل الخامس) أهمية كبيرة, وذلك بسبب حداثة هذا المصطلح, فضلاً عن التطور الذي حدث على مستوى الوسائل المستعملة في هذا النمط من الحروب, ويبدو أن الركيزة الأساسية فيها هي تدفق المعلومات أو الحفاظ عليها, سواء إن كانت على المستوى الاقتصادي أم المستوى الأمني والعسكري أم المستوى السياسي, إذا يتم الاعتماد على من يمتلك المعلومات أو يحافظ عليها أو يخترقها بدرجة كبيرة, في الوقت نفسه. تؤدي الاختراقات للمجتمعات, عبر استغلال متطلبات هذه الشعوب الاقتصادية والسياسية اتجاه أنظمتها الحاكمة دوراً مهماً في حروب الجيل الخامس, ويعد ذلك وسيلة فعالة, إذ يجنب الطرف المبادر الكثير من الخسائر, زيادة على ذلك, ربما تستعمل بعض الجماعات المسلحة كالجماعات الارهابية وغيرها, أو الجماعات الخارجة عن القانون, كتجار المخدرات, وفي بعض الأحيان تستعمل بعض العمليات العسكرية النوعية المباشرة, التي تستعمل فيها أسلحة في غاية من التطور. ولعل أبرز دوافع حروب الجيل الخامس, تتمثل في السيطرة على الخصم وتحقيق شروط الطرف المنتصر, أو ربما تفكيك بعض الوحدات السياسية بما يحقق مصالح أطراف معينة, عبر الاختراقات الثقافية والسياسية والاقتصادية, لا سيما في المجتمعات التي تعاني من انقسام عرقي أو ديني أو قومي, يساعد كل ذلك الثورة في التقدم التكنولوجي, التي أصبح لها تأثيرات على ثقافات الشعوب المحلية, إذ أصبح من السهولة اختراق الحدود السيادية للدول, بواسطة عولمة وسائل الاتصال المتعددة (وسائل التواصل الاجتماعي), التي عبرها أطلعت شعوب العالم على معظم ثقافات وأنظمة الحكم.