جمالية التعبير عن طول اللّيل في الشِّعر العربي من العصر الجاهلي حتّي نهاية العصر العباسي

الملخص

وصف الشعراء العرب القدماء الليل بالطول والقصر وأضافوه إلي أسماء ومصطلحات ترمز إلي معان و دلالات علي طوله وقصره و تشفُّ عنها، وخلعوا عليه أوصافاً تنبئ عن مقاساتهم الأحزان في بعض لياليهم و معاناتهم فيه وقد تشي بسعادتهم وإعجابهم به، وقد رسم هؤلاء الشعراء لوصفه بالطول والقصر صوراً بديعة صريحية و موحية، وعزوا طول الليل وقصره إلي أسباب وعلل تختلف عن البعض أحياناً وتتوافق أخري. ولهم في طول الليل وقصره آراء ومواقف تتآلف مرة، وتتباين أخرى؛ فبعضهم يصف ليالي الفراق بالطول و ليالي الوصل بالقصر. ومنهم من يستقصر ليالي الشباب ويستطيل ليالي المشيب. ومنهم من يَعُدّ الليل قصيراً في بلدة ويعتبره طويلاً في أخرى. ومنهم من لا يؤمن بطول الليل ولايعترف بقصره أصلاً. ومنهم من يستطيب طول الليل وآخرون منهم يستكرهونه ويسأمونه. ولهم لهذا التباين في المواقف والاختلاف في الاتجاهات أسباب وعللٌ، ولتعابيرهم عن طول الليل وآراء هم في تطاول لحظاته وقصرساعاته وتواني آماده ما يشفّ عن عواطفهم ويجسّد هواجسهم أثناء الليل. ولِما يخلقونه من لوحات فنية لتصوير معاناتهم وما يقاسونه من شجو و آلام ويتمتعون به من طرب وبهجة أثناء الليل تعابير وأساليبُ وصورٌ تعبيرية تسترعي الوقوف عندها ودراستها. فهذا البحث يتناول دراسة طول الليل في الشّعر العربي القديم من العصر الجاهلي حتى نهاية العصر العباسي، معتمداً على المنهج الوصفي التحليلي، متمثلاً في القيام بالبحث عن الموضوع الرئيس الذي يشتمل على الأبيات التي نظمها الشّعراء في وصفهم الليل بالطّول، ثمّ يهدف دراسةَ فحوي الأبيات ومضامينها والكشف عن أيّ تطور محتمل في مضامين و صور وصف هذا اللّيل والمعاني المستخدمة فيها في الفترة المحدّدة للبحث .