صورة البطل في رواية براري الحمي لإبراهيم نصرالله

الملخص

يعدّ البطل في الأدب الواقعي انساناً عادياً من عامة الناس وبذلك فقد اختلف البطل الواقعي عن نظيره الكلاسيكي والرومانسي، فلم يعد فارساً أو نبيلاً أو إقطاعياً يدين له العالم بالولاء كما هو حال البطل الكلاسيكي ولكنه إنسان عادي لمس وشيج العلاقة التي تربطه بالآخرين والمجتمع وأدرك العلاقة الجديلة بينهما فهو مؤثر ومتأثر في آن واحد، يكافح ليثبت ذاته وينال حقوقة ولكن بجهده وليس على حساب الآخرين. فتغيّر صورة المجتمع ومفاهيمه وقيمه وتصوراته يؤثر في الأدب وخصائصه كما يؤدي إلى ظهور صورة البطل بملامح جديدة وسمات محددة. تعد رواية براري الحمي إحدي أبرز الروايات ذات الصبغة الحداثية التي صدرت في الثمانينات وهي تتميز بمذاق جديد أصيل خاص بها، وذلك بفعل تخليها من عنصر الزمن وتسلسل الأحداث وقيام علاقة تلاحم فيها بين الشكل والمضمون واعتماد توازٍ زمني للأحداث الانسانية لحقائق المكان المؤلمة والقبضة اللآسرة لتقاليد موروثة منذ قرون والطبيعة الآلية التي تقوم عليها الدوله. يحاول الباحثان في هذه المقاله أن يأتيا بمظاهر البطل علي العام والبطل في هذه الرواية ومعاناته مع المشاكل التي يواجهها في القنفدة تلك الصحراء في المملكة العربية السعودية وفقاً للمنهج المنهج الوصفي- التحليلي. مما توصل إليه المقال هو أنه لا تهتم رواية براري الحمى بوجود البطولة أو الشخصية المحورية ذات سمات وملامح معينة، فالشخصيات في هذه الرواية بلا ملامح أو أبعاد وليست سوى رموز أو ضمائر بلا نهاية ونجد أن نصرالله يقطع بطله عن أية علاقة من شأنها أن تمنحه هوية خاصة بها وتفسيراً لوجوده، فإنه منقطع عن ذاته والآخرين فنجد الالتباس في الرواية هذه، إذ تسيطر على رؤية البطل التهويمات الذهنية والتخيلات المشوشة لامتزاج الحلم بالحقيقة وكذلك نواجه بالشخصيات ذات مصائر مشوشة وضبابية يصورها نصرالله.