الشعائر الدينية للأقليات المهاجرة ودورها في ترسيخ الهوية الثقافية في المهجر مسيرة الأربعين في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان الامريكية نموذجا

الملخص

تمثل ممارسة الشعائر الدينية واحدة من أهم صور تجسيد الهوية بين أبناء الجاليات بما تمثله من فرصة لأبناء الجاليات للاتصال بجذورهم الثقافية والاجتماعية والدينية. ومن جانب أخر هي فرصة لربط أبنائهم من الجيل الجديد الذي نشأوا وترعرعوا في المهجر بالثقافة الأم، حيث يتوق ذويهم لغرس بعض قيم مجتمع الأصل في هويتهم الثقافية بعيداً عن تأثير ثقافة المجتمع المهيمن. من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة الانثروبولوجية لغرض تقديم مثالاً عمليا لواحدة من تلك الممارسات الاجتماعية للمهاجرين العراقيين في ولاية ميشيغان الأمريكية، حيث توظف الدراسة المنهج الاثنوغرافي في تقديم وصف لواحدة من أهم الممارسات الدينية التي يحرص أفراد الجالية العراقية في ميشيغان على تأديتها وهي مسيرة الأربعين والتي هي عبارة عن مسيرة راجلة يؤديها حشد كبير من الناس في أحد شوارع مدينة ديربورن وتمثل تلك المسيرة عملية محاكاة لمسيرة الأربعين التي يؤديها عادةً الملاين من الناس باتجاه قبر الامام الحسين في مدينة كربلاء العراقية. وهنا يدأب أبناء الجالية لاستغلال هذه الممارسات لأبراز الوجه المشرق للإسلام في مواجهة حملات التشويه التي يشنها الاعلام المظلل.