دراسة مقارنة لمظاهر الموسيقي المعنوية في مقامات الحريري والسرقسطي (دراسة مقامة البصرية والطريفية)

الملخص

مما لاشك فيه أنّ معرفة جوانب الموسيقي للعمل الأدبي، هامّة لإدراكه وتحليله ويمكن لنا أن نشير إلي الموسيقي اللينة والمطلوبة والجيدة للعمل الأدبي من العناصر الهامّة والموثّرة في خلق جمال النص الأدبي. الموسيقي تؤدّي إلي تعالي القول وارتبطت بالشعر والنثر منذ البدء، كما أنّه يمكن لنا أن ندّعي بأنّ العامل الأوّل لنهضة وثورة الكلمات وممّا يثير إعجاب الإنسان، بعد الموسيقي للكلمات. لإستخدام موسيقي الكلمات في الشعر، تردّد عال، ايضا النثر الفني (المقامات) في الأدب العربي، يعتبر كنموذج بارز من مظاهر موسيقي الكلمات والألفاظ. فنّ المقامات يهتمّ بقسم اللحن والإيقاع والصوت كثيرا، وهذا الأمر يعود إلي البنية والنوع الأدبي للمقامات التي يكون أي سطر منها مليئا بالألحان والإيقاعات الجيدة والإبداعية. من الأنواع الهامّة والتطبيقية والوظيفية للموسيقي، النوع المعنوي لها، كما أنّ التوازنات والإنسجامات والإنتظامات والتشابهات والطباقات، توجد موسيقي الأصوات من خلال الصناعات والمحسنات اللفظية، هذه التقارنات والتماثلات والتشابهات والطباقات، تؤدي إلي الموسيقي المعنوية من خلال الصناعات والمحسنات البديعية المعنوية التي تتعلق بساحة المعني والذهن. كما أنّه أشير اليها، أجزاءها قسم من الصناعات والمحسنات البديعية منها: التضاد، والطباق ومراعات النظير وغيرها. مقامات الحريري كتاب تعليمي كتب في خمسين مقامة مع التصنّع والتكلّف. قام الكاتب بالإجراءات الإبداعية مع التكلّف والتصنّع، في كل مقامة وعلي أساس موضوع المقامة التي اهتمت بالسجع والجناس للكلمات والألفاظ كثيرا، ويتحدّث الحريري في مقاماته عن قوة إستقرائية لغة نثره. أما السرقسطي من كتّاب المقامة الأندلسيين الشهيرين، الّذي جعل مقاماته خمسين مقامة متأثّرا بالحريري، وتعتبر الموسيقي كعنصر لاينفك عنها. في هذا البحث قام الباحث بدراسة مقامة "البصرية" من الحريري ومقامة "الطريفية" من السرقسطي من حيث تبيين مظاهر الموسيقي المعنوية