جوامع الكلم في نهج البلاغة

دراسة في الموضوع والفن

الملخص

لم تنل فنون النثر العربي القديم اهتماما كافيا من النقاد والدارسين إذا ما قورنت بما يلقاه قسيم النثر ألا وهو الشعر من اهتمام كبير،  ولا غرابة في ذلك فالشعر ديوان العرب، لكن الغرابة تكمن في ان بعض فنون النثر لم تنل اهتماما يذكر منها فن ((الكلمة الجامعة))، على الرغم من أهمية هذا الفن في البيان العربي لما يتسم به من إيجاز وتأثير تنسجم وروح البلاغة العربية فضلا عن يُسر حفظه وكثرة تداوله. لذا يسعى هذا البحث لدراسة هذا النوع الأدبي – جوامع الكلم- في أدب ذي مكانة عالية، فحاول البحث عن ذلك الأدب فوجد في (نهج البلاغة) مهاداً خصباً بلغت فيه الكلمة الجامعة ذروتها من حيث الأداء الفني والسمو الفكري وهذا ليس بغريب إذا ما عرفنا أنها صادرة عن سيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي (عليه السلام) الذي كلامه   فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق. كان أمام الباحث خيارات كثيرة في تبويب الموضوع وتقسيمه بغية تناوله تناولا ايجابيا؛ لكن الأمر استقر على اعتماد أربعة محاور يمكن أن تستوعب مادة الدراسة استيعابا يتواشج فيه الموضوع بالفن وهذه المحاور هي:

أولاً: جوامع الكلم  ونهج البلاغة.

ثانياً: جوامع الكلم الدينية.

ثالثاً: جوامع الكلم الاجتماعية.

رابعاً: جوامع الكلم السياسية.

وفي داخل هذه المحاور كانت المعالجة الفنية وبيان الخصائص البلاغية لما فيها من كلمات جامعة وقد ركز البحث على توظيف الإمام (عليه السلام) لهذا الفن في سبيل خدمة الدين والمجتمع وكل ما له علاقة في إعلاء النفس الإنسانية التي يسعى الإمام إلى تهذيبها على مناحي الحياة كافة.