استخدام مصفوفة ماركوف للتنبؤ بتقلبات أسعار الصرف الأجنبي

الملخص

تعد أسعار الصرف من الركائز الأساسية في أي اقتصاد , لما لها من دور في تسعير السلع والخدمات وخاصة المستوردة منها . كما ان التقلبات التي تحصل في أسعار الصرف لها انعكاسات على حيوية ونشاط السوق من جهة وسلوكيات المتعاملين في السوق من جهة اخرى . لذا فان التنبؤ في أسعار الصرف اعطى هامش من الأمان في اتخاذ القرار الاستثماري والدخول في سوق الصرف الأجنبي . هناك العديد من الأساليب التي استخدمت على مر السنوات الماضية سعت الى التنبؤ في حركة أسعار الصرف الأجنبي رغم تفاوتها في نسب النجاح المتحققة من جراء استخدام أي من الطرق. واحدى هذه الطرق (مصفوفة ماركوف) , اذ تعد الأرقـام القیاسـیة في مصفوفة ماركوف لأسـعار الصرف واحـدة مـن أقـدم المؤشـرات المستخدمة وأوسـعها انتشـارا، إذ أنهـا تقيس التغيرات التـي تطـرأ علـى أسـعار الصرف الاجنبي خلال مدة زمنية محددة، لذا فان لدراسة تأثيرها على الحالة الاقتصادية للبلد أهمية كبیرة لعلاقتها المباشـرة بالتنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي، كما إن التنبـؤ بحركة واتجاه أسعار الصرف فـي المسـتقبل یتـیح الفرصة امام المتعاملين لوضـع استراتيجيات تساعدهم على تحقيق الربح المنشود من جهة وتجنبهم من شبح الخسائر المحتملة من جهة أخرى . ان الهـدف الاساسي مـن هـذا البحث هـو التنبـؤ باتجـاه الأرقـام القیاسـیة لأسـعار الصرف الأجنبي ( اليورو – الدولار ) باســتخدام سلاســل مــاركوف كأحـــد الأساليب الإحصائية فـي التنبـؤ للبيانات فـي الـزمن الحاضـر، إذ تـم تقـدیر مصـفوفة الاحتمـالات الانتقالية بطريقة الامكان الأعظم التي طبقت على بیانات اسبوعية أخذت من مصادر معتمدة عالميا للمدة مـن (1/1/2016 ) ولغایــة (31/12/2020 ) كــون هذه المدة شهدت جملة من التقلبات في أسعار الصرف ( اليورو – الدولار ) كما انها شهدت انتشار فايروس كورونا وما خلفه من توقف شبه تام لجميع مرافق الحياة .

وقد تم التوصل من خلال نتـائج التنبـؤ الى اسـتنتاجا مهمـا هـو ان جمیـع الأرقـام القیاسـیة لأسـعار الصرف الأجنبي ( اليورو – الدولار )  ستشهد ارتفاعا ملحوظا ومن ثم ستنخفض في إشـارة إلـى وصول تأثیرات ازمة كورونا لأسعار الصرف الأجنبي ( اليورو – الدولار )   في المستقبل